نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مكة في عهد الوليد بن عبدالملك.. نهضة عمرانية وإدارية, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 07:49 مساءً
نشر بوساطة ليان العصيمي في الرياض يوم 10 - 03 - 2025
مع تولي الخليفة الوليد بن عبدالملك الحكم في 86 ه، دخلت مكة مرحلة جديدة من التطوير العمراني والتنظيم الإداري، حيث تميز عهده بالاهتمام الكبير بتوسعة البنية التحتية وتعزيز مكانة مكة كمركز ديني محوري في الدولة الإسلامية. كان الوليد من الخلفاء الذين أدركوا أهمية تطوير المدن الإسلامية، فعمل على تنفيذ مشاريع ضخمة تهدف إلى تحسين أوضاع مكة، بما يواكب التزايد المستمر في أعداد الحجاج والمعتمرين.
توسعة الحرم وتحسين المرافق العامة
أولى الخليفة الوليد بن عبدالملك اهتمامًا خاصًا بتوسعة المسجد الحرام، إدراكًا منه لأهمية استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج، فتمت إضافة أروقة جديدة، وتوسعة ساحات الحرم، مما ساهم في توفير مساحة أوسع لأداء المناسك بسهولة وأمان. لم تقتصر أعمال التوسعة على المسجد نفسه، بل شملت تحسين الطرق المؤدية إلى مكة، حيث تم إصلاح الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة المقدسة، مما سهل وصول القوافل والحجاج من مختلف أنحاء الدولة الإسلامية.
الإدارة في عهد الوليد.. عهد جديد من التنظيم والاستقرار
إلى جانب المشاريع العمرانية، حرص الوليد بن عبدالملك على إعادة تنظيم إدارة مكة، حيث عيّن عمر بن عبدالعزيز أميرًا على المدينة، وهو أحد أبرز الشخصيات الإدارية في العصر الأموي، والذي اشتهر بعدالته وكفاءته الإدارية. كانت هذه الخطوة نقلة نوعية في إدارة مكة، حيث شهدت فترة ولايته تعزيز الأمن والاستقرار، وإعادة هيكلة الإدارات المحلية لضمان فعالية أكبر، إلى جانب فرض قوانين صارمة لضبط الأوضاع ومنع أي اضطرابات سياسية أو اجتماعية قد تؤثر على استقرار المدينة.
تحسين الخدمات المقدمة للحجاج
لم يتوقف اهتمام الوليد بن عبد الملك عند البنية التحتية والإدارة، بل امتد إلى تحسين الخدمات المقدمة للحجاج، حيث أمر بإنشاء مرافق إضافية لتوفير المياه، وذلك من خلال تطوير أنظمة المياه وضمان توفرها طوال العام. كما عمل على تحسين الإمدادات الغذائية خلال موسم الحج، مما ساهم في توفير بيئة أكثر راحة وأمانًا للحجاج والمعتمرين. لم يكن هذا التحسين مقتصرًا على الخدمات الأساسية فقط، بل شمل أيضًا تطوير الأسواق وتنظيمها، بحيث تكون أكثر كفاءة في تلبية احتياجات سكان مكة والوافدين إليها.
مكة في عهد الوليد.. مرحلة ذهبية من النمو والتطور
يمكن اعتبار عهد الوليد بن عبدالملك أحد العصور الذهبية لمكة، حيث تحولت المدينة إلى نموذج متقدم من التنظيم الإداري والبنية التحتية، وأصبحت أكثر استعدادًا لاستقبال زوارها بأفضل الظروف. أسهمت الجهود التي بذلها الخليفة في وضع أسس لنموذج إداري متطور استمر تأثيره لعدة قرون، مما جعل مكة أكثر قدرة على مواجهة التحديات والاستجابة لحاجات الحجاج والمعتمرين، وهو ما انعكس على استقرارها ونموها على مر العصور.
المصادر:
* كتاب أمراء مكة عبر عصور الاسلام، مكتبة المعارف، عبدالفتاح رواه
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق